0
وجود الجماعات الإسلامية في مصر وهل المجتمع المصري آمِن أم في خطر؟ الجزء الثالث



والآن نستعرض الجزء الثالث والأخير من هذا المقال الذي نشرته على ثلاثة أجزاء على هذا الموقع لمحاولة لقراءة الحقيقة وإجابة على سؤال عنوان المقال وسوف أشير إلى المصادر في نهاية المقال كالعادة
الأخوان المسلمين
تاريخ الأخوان المسلمين ولماذا كانوا يكرهون عبد الناصر وحاولوا إغتياله عدة مرات؟
كتب الأستاذ أحمد الحبيشي أن المخططات الاستعمارية كانت تتواصل خلال الخمسينات لتطويق المنطقة بحلف عسكري تحت ستار الدين هو الحلف الإسلامي الذي رفضه عبد الناصر بقوة
في هذا السياق شعرت قيادة ثورة 23 يوليو بأهمية إقامة تنظيم سياسي شامل اطلقت عليه اسم هيئة التحرير فذهب المرشد العام لمقابلة عبد الناصر محتجاً بقوله ما هو الداعي لإنشاء هيئة التحرير ما دامت جماعة الإخوان قائمة؟
في اليوم التالي لهذه المقابلة أصدر حسن الهضيبي بياناً وزعه على جميع شُعَب الإخوان في المحافظات وقال فيه إن كل من ينضم إلى هيئة التحرير يعد مفصولاً من الإخوان ثم بدأ هجوم الإخوان الضاري على هيئة التحرير وتنظيمها الجماهيري منظمة الشباب وبلغت ضراوة المواجهة بين الإخوان وشباب الثورة إلى حد استخدام الأسلحة والقنابل والعصي وإحراق السيارات في الجامعات يوم 12 يناير 1954م وهو اليوم الذي خصص للاحتفال بذكرى شهداء معركة القناة
الغريب هنا هو أن إختيار يوم الثورات أو تنظيم يوم التجمهر يكون بإختيار أحد أيام الإحتفالات مثل ثورة 25 يناير وإختيار يوم عيد الشرطة يوم الثورة؟ هل هذا حدث صدفة؟ مجرد ملاحظة في جملة إعتراضية فقط لاغير
توترت العلاقة على إثر هذا الحادث بين الإخوان والثورة وفي هذه الأجواء ذهب أحد أقطاب الإخوان وهو عبدالمنعم خلاف إلى القائم قام أنور السادات في مقر المؤتمر الإسلامي للتحدث معه بشأن الإخوان مشيراً إلى أن مكتب الإرشاد قرر بعد مناقشات طويلة إيفاده إلى جمال عبد الناصر فرد عليه أنور السادات قائلاً هذ ه هي المرة الألف التي تلجؤون فيها إلى المناورة بهذه الطريقة فخلال السنتين الماضيتين اجتمع جمال عبد الناصر مع جميع أعضاء مكتب الإرشاد بمن فيهم المرشد العام حسن الهضيبي ولم تكن هناك أي جدوى من هذه الاجتماعات لانهم كما قال عبد الناصر يتكلمون بوجه وحينما ينصرفون يتحدثون إلى الناس وإلى أنفسهم بوجه آخر
ويمضي السادات في مذكراته قائلاً كان عندي وفي مكتبي الأستاذ خلاف يسأل عن طريقة للتفاهم وفي مساء اليوم نفسه كانت خطتهم الدموية ستوضع موضع التنفيذ أي يوم الثلاثاء كان هذا اليوم نفسه هو الذي جعلته موعداً لكي يقابل فيه جمال عبد الناصر الأستاذ خلاف موفد مكتب الإرشاد
كان عبد الناصر يلقي خطاباً في ميدان المنشية بالاسكندرية يوم 26 أكتوبر 1954م في احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء وعلى بعد 15 متراً من منصة الخطابة جلس السباك محمود عبد اللطيف عضو الجهاز السري للإخوان وما أن بدأ عبد الناصر خطابه حتى اطلق السباك الإخواني 8 رصاصات غادرت من مسدسه لم تصب كلها عبد الناصر  بل اصاب معظمها الوزير السوداني ميرغني حمزة وسكرتير هيئة التحرير بالاسكندرية احمد بدر الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر
وهذا تاريخ أخر في مناسبة تم إختياره من قبل الأخوان المسلمين لإغتيال عبد الناصر في جملة إعتراضية ثانية
وهنا يجب أن نقف للحظة ماذا تقول فيمن يختلف معك على رأي وترى أن السبيل الوحيد لفرض رأيك بالقوة هو قتل من يختلف معك؟ والإجابة لك في جملة إعتراضية ثالثة
وعلى الفور هجم ضابط يرتدي زيا مدنياً أسمه إبراهيم حسن الحالاتي الذي كان يبعد عن المتهم بحوالي أربعة أمتار والقى القبض على السباك محمود عبد اللطيف ومعه مسدسه وبدأت بهذه الحادثة مرحلة جديدة وحاسمة من المواجهة بين ثورة 23 يوليو وتنظيم الإخوان المسلمين
وزاد من تعقيد الموقف ان التحقيقات كشفت سفر المرشد العام حسن الهضيبي إلى الاسكندرية قبل يوم واحد من محاولة الاغتيال ثم ظل مختفياً منذ الحادث لفترة طويلة وعندما صدر الحكم ضده وضد المرشد العام بالإعدام قام جمال عبد الناصر بتعميد الحكم على محمود عبد اللطيف وتخفيفه على المرشد العام حسن الهضيبي إلى السجن مع وقف التنفيذ وبعد ذلك ظهر الهضيبي إلى السطح من خلال رسالة خطية بعث بها من مخبئه إلى جمال عبد الناصر حاول فيها التبرؤ من الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة
الغزو من الداخل والخارج
تحت هذا العنوان كرس الكاتب الراحل عبدالله إمام الفصلين الرابع والخامس من كتابه عبد الناصر والاخوان المسلمون واستهلهما بالإشارة إلى أن مصر كانت في النصف الثاني من عام 1965م تستعد لتنفيذ خطة تنموية جديدة بعد نجاح خطة التنمية الخمسية الأولى التي حققت أكبر نسبة تنمية في العالم الثالث كله باعتراف الأمم المتحدة التي أكدت بأن معدلات التنمية في مصر زادت لأول مرة عن نسبة زيادة السكان
وخلال الخطة الخمسية الأولى صدر دستور 1963م المؤقت وأجريت الانتخابات لمجلس الأمة الجديد والقى عبد الناصر في أول اجتماع للمجلس كشف حساب للمرحلة كلها التي اسماها مرحلة التحول العظيم
في عام 1965م كانت مصر تخوض في اليمن حرباً إلى جانب الشعب اليمني دفاعاً عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري وفي العام نفسه وضع الرئيس الأمريكي ليندن جونسون هدفاً أساسياً لإدارته هو إسقاط النظام في مصر وأعلن حصاراً اقتصادياً لتجويع الشعب المصري ومنع بيع القمح الأمريكي لمصر وتزامن هذا الإعلان مع اعتراف وثائق المخابرات المركزية الأمريكية بانها أسقطت (سوكارنو) واغتالت (لومومبا) وأبعدت (نكروما) عن الحكم كما أعلنت المخابرات المركزية الأمريكية وقوفها خلف سلسلة انقلابات في عدد من دول أفريقيا التي تجاوبت مع جهود عبد الناصر الرامية إلى إقامة تضامن آسيوي أفريقي في إطار حركة عدم الانحياز
واللهي لم تتغير سياسة أمريكا منذ وجدت على الخريطة تجاه الوطن العربي
في هذه الظروف تحرك الإخوان المسلمون لقلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر وفشلت خطة الإخوان وكان هناك يقين بأن الغزو من الداخل لن ينجح مع مصر فكان الغزو من الخارج عام 1967م الذي استهدف أيضاً إسقاط النظام في مصر بحسب اعتراف زعماء إسرائيل
من المفارقات العجيبة أن الرئيس الأمريكي جونسون كتب في مذكراته انه عندما جاءته أنباء انتصار الجيش الإسرائيلي قال إن هذا أعظم خبر سمعناه فيما أعلن أحد شيوخ الإخوان المسلمين البارزين وهو محمد متولي الشعراوي انه صلى لله ركعتين شكراً على انتصار إسرائيل وهزيمة الجيش المصري عندما كان يشتغل بالتدريس في الجزائر عام 1967م
وحين كشفت السلطات المصرية مؤامرة الإخوان المسلمين الثانية لقلب نظام الحكم قال رموزهم إنها تمثيلية أخرى مدبرة علماً بأن الأستاذ محمد حسنين هيكل رد على الذين زعموا بأن محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في الاسكندرية عام 1954م كانت تمثيلية حيث نشر في كتابه ملفات السويس اعترافات المتهمين أمام المحكمة إلى جانب وثيقتين بخط يد المرشد العام حسن الهضيبي والشخص الذي قام بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر ووثيقة ثالثة أخرى بخط يد عبد القادر عودة عضو مكتب الإرشاد المتورط بحادث الاغتيال وتضمنت هذه الوثائق الخطية بالإضافة إلى الاعترافات معلومات تفصيلية مثيرة حول ضلوع أقطاب الإخوان وفي مقدمتهم عضو مكتب الإرشاد عبدالقادر عودة في هذه المؤامرة الدموية الدنيئة
والثابت ان الإخوان المسلمين درجوا على وصف هذه الاعترافات التي نشرت حول مؤامرة الإخوان الثانية عام 1965م بأنها تمت تحت التعذيب بيد أنهم اعترفوا بعد سنوات في كتبهم التي نشروها أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات بكل ما سبق لهم أن نفوه وظهروا أمام الله والناس بأنهم كانوا يكذبون باسم الدين الذين نصبوا من أنفسهم حراساً عليه في الدنيا
وشهد شاهد من أهلها
في كتابها أيام من حياتي شرحت زينب الغزالي مؤامرة عام 1965م التي كانت واحدة من الضالعين فيها وحكم عليها بالسجن 25 عاماً ثم أفرج عنها السادات في أوائل السبعينات أثناء تحالفه مع الإخوان المسلمين
تروي زينب الغزالي في الباب الثالث من كتاب أيام من حياتي تفاصيل مثيرة عن علاقاتها بالقيادي الإخواني الشيخ عبدالفتاح إسماعيل الذي تعرفت عليه في السعودية عام 1957م وكيف بايعته في الكعبة على السمع والطاعة والجهاد في سبيل الله وما الذي عملته تنفيذاً لهذه البيعة بعد عودتها إلى مصر ثم تمضي قائلة
كانت خطة العمل تستهدف تجميع كل من يريد خدمة الإسلام لينضم إلينا وكان ذلك كله مجرد بحوث ووضع خطط حتى نعرف طريقنا فلما قررنا أن نبدأ العمل كان لابد من استئذان المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي لان دراساتنا الفقهية حول قرار حل جماعة الإخوان المسلمين انتهت إلى أنه باطل كما أن جمال عبد الناصر ليس له أي ولاء ولا تجب له أية طاعة على المسلمين والسبب هو أنه لا يحكم بكتاب الله وتشير السيدة زينب الغزالي بعد ذلك إلى أن الهضيبي أوكل جميع المسؤوليات الخاصة بتنفيذ هذه الخطط إلى سيد قطب
وفي شهادة أخرى اعترف القيادي الإخواني احمد عبد المجيد في كتابه الصادر عام 1991م بعنوان الإخوان ومعركتهم مع عبد الناصر انه بحث خطة اغتيال عبد الناصر مع سيد قطب وان تمويل التنظيم كان يأتي من الخارج وانه كان يتم تدريب الشباب على وضع القنابل والمتفجرات مشيراً إلى أن لقاءً سرياً انعقد في منزل علي العشماوي بحي شبرا وحضر هذا اللقاء الشيخ عبدالفتاح إسماعيل والشيخ محمد فتحي رفاعي وقد طرحت في هذا اللقاء مأمورية اغتيال جمال عبد الناصر على أساس أن يكون ما بين عشرين إلى ثلاثين استشهادياً مستعدين للموت والشهادة وانهم على صلة بالأستاذ المرشد حسن الهضيبي وانهم استأذنوه لهذا العمل فوافق وبالتالي يعتبر هذا العمل شرعياً لانه موثق من ولي الأمر والقيادة الشرعية
أليس هذا نفس منهج الجماعات الإسلامية مجتمعين بدءأ من الخوارج حتى جماعة التكفير والهجرة التي أشرت لها في الجزء الأول؟
من جانبه اعترف علي عشماوي في مذكراته التي نشرها بعد اطلاق سراحه في عهد السادات أن الإخوان حاولوا قتل عبد الناصر سنة 1954م وكرروا ذلك مرة أخرى سنة 1965م واعترف أيضاً بخططهم للنسف والتدمير وتخزين الأسلحة كما تحدث عما اسماها مجموعة البحث العلمي التي كانت تضم خريجي الإخوان من كليات العلوم قسم الكيمياء  الفيزياء الأحياء  وخريجي كلية الهندسة وباحثين في المركز القومي للبحوث والطاقة الذرية وكانت مهمة هذه المجموعة إجراء البحوث والتجارب على صنع المتفجرات والأحزمة والمواد الناسفة والقنابل والسموم خصوصاً وان احدى خطط الاغتيال كانت تشتمل على بدائل وخيارات عديدة بينها قتل جمال عبد الناصر بالسم
البوابة السوداء
ثمة اعتراف آخر لأحد المشاركين في مؤامرة 1965م وهو القيادي الإخواني احمد رائف الذي اعتاد على الظهور في قناة (الجزيرة) لتشويه صورة الرئيس جمال عبد الناصر متناسيا أنه اصدر عام 1985م الطبعة الخامسة من كتابه البوابة السوداء الذي اعترف فيه بإعادة بناء تنظيم الإخوان المسلمين وزعامة سيد قطب له بتكليف من المرشد العام
كما اعترف بخطة اغتيال جمال عبد الناصر التي وضعها عبد العزيز علي وبحصولهم على أسلحة من إخوان السعودية إلى قرية دراو مشيراً إلى أن الهدف من هذه الأسلحة هو إحداث قلاقل في مصر لمواجهة دعمها العسكري والسياسي والمادي للثورة اليمنية حيث أفتى سيد قطب والشيخ عبدالفتاح إسماعيل بأن من يرفض الاشتراك في حرب اليمن من الضباط والجنود ويتعرض للمحاكمة العسكرية ويعدم فهو شهيد من أهل الجنة
ويمضي احمد رائف قائلاً إن علي عشماوي خرج من عند الأستاذ سيد قطب مستبشراً بسبب موافقة الأخير على خطة عشماوي لقتل جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر وعلي صبري وزكريا محي الدين وكانت ثقة الإخوان راسخة بان الأمور ستهدأ بعد قتل هؤلاء الطواغيت
في يوم 7 أغسطس 1965م كان الرئيس جمال عبد الناصر يلتقي مع الطلبة العرب الدارسين في موسكو حيث أعلن أمامهم عن ضبط مؤامرة جديدة للإخوان المسلمين منوّهاً بأن الثورة رفعت الأحكام العرفية قبل سنوات وصفت المعتقلات وأصدرت قانوناً لكي يعود المعتقلون إلى أعمالهم غير أن السلطة ضبطت مؤامرة جديدة مدعومة بالأسلحة والأموال التي وصلت إليهم من سعيد رمضان في الخارج
معالم في الطريق
في هذا المناخ الساخن صدر كتاب معالم في الطريق وكان بمثابة برنامج عمل التنظيم الجديد للإخوان المسلمين وبوسع الذين قرأوا ما ورد في هذا الكتاب من أفكار وما تردد في محاكمة الإخوان المسلمين حول رؤيتهم للمجتمع المعاصر بأنه مجتمع جاهلي أن يلاحظ التطابق التام بينها وبين أفكار وبرامج الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين المنصرم
في هذا الكتاب يقول سيد قطب في الصفحة رقم واحد وعشرون نحن اليوم في جاهلية تشبه الجاهلية التي عاصرها الإسلام في عهد النبوة
وفي الصفحة الثالثة والعشرون يقول إن مهمتنا الأولى هي تغيير واقع هذا المجتمع الجاهلي من أساسه
وفي الصفحة ستة وأربعون يقول إن دعاة الإسلام حين يدعون الناس إلى هذا الدين يجب أولاً أن يدعوهم إلى اعتناق العقيدة حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين وتشهد لهم شهادات الميلاد والزواج بأنهم مسلمون ويعلموهم أن كلمة  لا إله إلا الله مدلولها الحقيقي هو رد الحاكمية لله وطرد المعتدين على سلطان الله
وفي الصفحة واحد وثمانون يقول إن الحاكمية معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور وفي الصفحة الثالثة والثمانون يقول إن هذا الإعلان العام لتحرير الإنسان في الأرض لم يكن إعلاناً نظرياً فلسفياً إنما كان إعلاناً حركياً واقعياً إيجابياً ومن ثم لم يكن بدٌّ من أن يتخذ شكل الحركة إلى جانب شكل البيان
وفي الصفحة تسعون يقول إن الجهاد ضرورة للدعوة إذا كانت أهدافها هي إعلان تحرير الإنسان سواء أكان دار الإسلام آمناً أم مهدداً من جيرانه فالإسلام حين يسعى إلى السلم لا يقصد ذلك السلام الرخيص أي مجرد تأمين الرقعة الخاصة التي يعتنق أهلها العقيدة الإسلامية
وفي الصفحة مائة وخمسة يقول وكما أسلفنا فان الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الحكومة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة وحدود الدول هذه كلها ينبغي أن ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة
إنجيل التطرف
يجمع الباحثون على أن كتاب معالم في الطريق هو انجيل التطرف وعلى أساس أفكار هذا الكتاب صاغ فقهاء وأمراء الجماعات الإسلامية المتطرفة شعاراتهم وبرامجهم وإذ يحاول الإخوان المسلمون إعلان براءتهم من هذا الكتاب وحصر المسؤولية عنه في سيد قطب فقط وتبرير تطرف أفكار الكاتب بظروف السجن التي عاشها المؤلف إلا أن الحقائق تدل على عكس ذلك وتفضح صلة الإخوان المسلمين ومرشدهم العام بهذا الكتاب وأفكاره المدمرة وافق المرشد العام حسن الهضيبي على كتاب سيد قطب الذي أرسله إليه من السجن وراجعه ملزمة ملزمة وأمر بطباعته وفقاً للروايات التي جاءت في عدة كتب صدرت بعد رحيل عبد الناصر بعشرين عاماً وفي مقدمتها كتاب زينب الغزالي ايام من حياتي
في هذا السياق قالت زينب الغزالي في كتابها أيام من حياتي إن التنظيم أعيد بناؤه بصورة سرية بعد قرار حله وكانت بداية إعادة البناء سنة 1975م بعلم المرشد العام الهضيبي ومباركته على أن يتولاه سيد قطب فيما أشارت اعترافات المتهمين بمؤامرة 1965م أمام المحكمة إلى أن التنظيم بدأ بجمع الأسلحة واستغل طاقات الشباب بصنع المتفجرات وإعداد خطط الاغتيالات لعدد كبير من المسؤولين وفي مقدمتهم جمال عبد الناصر بل إن إحدى الخلايا اهتدت بالمنهاج الدعوي للإخوان المسلمين الذي يعتبر الراديو والتلفزيون والسينما والفنون والموسيقى والنحت والتصوير أعمالاً محرمة في الإسلام ومنافية للأخلاق ولذلك تم وضع خطط لتدمير هذه المرافق واغتيال نجوم الفن ومن ضمنهم أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ونجاة وشادية وغيرهم
كما اقترحت الخطط اغتيال عدد من مذيعات التلفزيون ومن بينهم ليلى رستم وأماني راشد، ثم أعدت خطط لاغتيال سفراء كل من الاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لخلق مشكلة بين مصر وهذه الدول وكان تدريب الخلايا الجهادية يتم على ثلاث مراحل هي مرحلة الإعداد الروحي ثم الإعداد الجسدي بالمصارعة والمشي والطاعة وأخيراً الإعداد العسكري بالتدريب على السلاح
ومما له دلالة عميقة أن تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري يتبع نفس نهج الإعداد الجهادي للإخوان المسلمين في عملياته الإرهابية مما يدل على أن الإخوان المسلمين هم الآباء الشرعيون لكل الجماعات المتطرفة التي تفرخت وتناسخت عنهم
الأخوان المسلمين  وماهى علاقتهم بإيران النظام القمعي؟
الغريب أن الأخوان المسلمين أعلنوا تأييدهم للثورة الحرة والحرية والديمقراطية وفي نفس الوقت وبعد تنحي الرئيس مبارك عن السلطة ذهبوا لإيران ومجدوا النظام الإيراني وشبهوا عدله وسماحته والحريات التي يغدق بها على شعبه بصفات الأنبياء والصحابة وأنا أتسائل كيف يؤيد الأخوان ثورة 25 يناير 2011 وفي نفس الوقت يؤيد النظام القمعي الإيراني الذي يقوم بإعدام المتظاهرين ولا يسمح بالتظاهر من أساسه؟
التالي فيديو يؤكد كلامي وعن للسانهم وليس للساني كمال الهلباوي الإخوانجي في إيران
إضغط على الصورة للتكبير وهذه صورة قمت بأخذها للفيديو من على اليوتيوب في حال تم رفعها
الأخوان المسلمين مجدوا ومازالوا يمجدون أية الله خوميني الذي تطاول على الأنبياء وتطاول على الخلفاء الراشدين وأعتقد أن العلاقة بين الأخوان وإيران هى عدو عدوي صديقي ولكننا اليوم هل نعلم حقيقة من هو الصديق ومن هو العدو؟
الأخوان المسلمين هللوا للخومينى بعد وصوله للحكم فى إيران فبراير 1979 فقد تشكل وفد من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والكويت وبعض الدول الإسلامية للذهاب لإيران للتهنئة  وهناك إجتمع بهم الخومينى وأغدق عليهم الهدايا والمال وقال لهم  نحن نريد أن يتولى العلماء المسلمين الحكم فى كل بقاع العالم الإسلامى
فى التاسع والعشرين من يوليو 1980 قال الخومينى أثناء إحتفالية أقيمت بمناسبة مولد المهدى المنتظر لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة فى العالم ولكنهم لم ينجحوا حتى النبى محمد خاتم الأنبياء الذى جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح فى ذلك وأن الشخص الذى سينجح فى ذلك ويرسى قواعد العدالة فى جميع أنحاء العالم هو المهدى المنتظر ثم تطاول على الخلفاء الراشدين الثلاثة أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فقال  كانوا طلاب دنيا كما كانوا أشر الخلق وقد قبلوا الإسلام بألسنتهم فقط طمعا فى الحكم والسلطة فهم فى الظاهر مسلمون ولكنهم فى الباطن زنادقة وعلى إستعداد لإرتكاب أى عمل شرير من أجل تحقيق أهدافهم وأغراضهم ونصوص ما كتبه الخومينى بحق أبى بكر وعمر وعثمان موجود فى كتابه كشف الأسرار وكنوع من ولاء الإخوان المسلمين لإيران قاموا بطباعة الكتاب وأعادوا توزيعة بدون محاولة الإعتراض على أرائه الفقهية التى جاءت فى كتابه تحرير الوسيلة وهو الكتاب الذى كفر فيه من يضع اليدين على الأخرى
يقول رجل دين إيراني عن خامنني  إن إنكار وصايا خامنني تماثل إنكار الله
إضغط على الصورة للتكبير والقراءة
ماذا قال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع عن الأخوان المسلمين؟
في سبتمبر عام 2008
الإخوان المسلمين يكذبون كما يتنفسون واذا حكموا سلخوا جلود خصومهم وارتكبوا الجرائم وحماس نموذج
قال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المصري إن الإخوان المسلمين يكذبون كما يتنفسون واذا حكموا سلخوا خصومهم وارتكبوا الجرائم وحما س نموذج لهم
وقال السعيد في مقابلة مطولة مع صحيفة السياسة الكويتية في عام 2008 إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر جماعة محظوظة لا محظورة ويحق لهم ما لا يحق لحزب كحزب شرعي في مصر لأنهم لا يشكلون خطرا على النظام ولهذا لا يحاربهم ويمسك بالعصا من المنتصف وذلك لأنهم لا يجدون مثقفا واحدا في حزبهم يملك الشجاعة لكي ينتقد هذه الجماعة المحظورة او حتى يمتلك المعرفة حسب قوله
وقال ان جماعة الإخوان هذه الجماعة المحظوظة مستمرة في نهجها بين كونها جماعة دعوية وبين كونها حزبا سياسيا ولو أرادت أن تكون حزبا سياسيا ولو أرادت أن تكون حزبا سياسيا لفعلت منذ أيام مؤسسها حسن البنا وأوضح أن القانون المصري يمنع قيام حزب على أساس ديني كما يمنع قيام حزب يكون مركزا أو فرعا لتنظيم دولي وهم يردون إن يحتفظوا بالتنظيم الدولي
وقال إن الإخوان ليس لديهم برنامج سياسي بل عندهم ما يسمى المنهاج وحسن البنا هو من أعده في المؤتمر الخامس لهم لكي يعلن تأييده للملك فاروق وقال السعيد إن هذا البرنامج والمنهاج كله من الإسلام وكل نقص من الإسلام ذاته إذا أردنا أن ننتقد أي كائن كان حرفا من هذا المنهاج فانه ينتقد حرفا من الإسلام وإذا قال احد ينقص ما في هذا الموضوع او ذاك فان ذلك يعني اتهاما موجها للإسلام بالنقص انهم يعتبرون أنفسهم صحيح الإسلام وقال انظر إلى حركة حماس الفلسطينية وفتش عن سبب عدم قبولها بالانتخابات التشريعية مرة أخرى ستجد انها ترفض لأنها تنبأت فقد وصلت الى السلطة فلا يجب ان تسقطها انتخابات ولا زفت ولا عفريت ازرق لان في إسقاطها سقوط الإسلام فهكذا يفكرون
وقال السعيد إن الهزيمة الكبرى لفكر جماعة الإخوان المسلمين جاءت بالانقلاب الدموي الذي قامت به حماس فقد رأي الناس الإخوان عندما وصلوا إلى السلطة وشاهدوا كيف سلخوا خصومهم وقذفوا بشخص من الطبقة الثامنة عشرة وارتكبوا كل الجرائم التي يمكن أن ترتكب واعتبر السعيد حماس امتدادا للإخوان المسلمين ووصف من ينفون هذه الحقيقة بأنهم يكذبون كما يتنفسون فالجميع يعرفون ذلك والبعض استخدم حماس كجزء من الدفاع عن الإخوان المسلمين ورغبة في عدم تقديمهم للمحاكمة العسكرية وقال لقد حدث ان احد قادة حماس البارزين زار مصر للمرة الأولى وأعطيت له سيارة حكومية لاستخدامه فذهب على الفور بها لزيارة مكتب الإرشاد وذلك قبل أن يقابل المسؤولين المصرين الذي رفضوا مقابلته احتجاجا على مقابلته للاخون، ولكنهم اعتبروا التصرف قلة ذوق اذ كيف له ان يقابل الاخوان قبل المسؤولين وقال السعيد إذا ففي ماذا نناقش؟ انهم جزء من التنظيم الدولي وقال لقد سبق أن نشرت لائحة هذا التنظيم الدولي فمن ذا الذي يمكن ان يتجاسر وينفي وجوده ومن يتجاسر فهو كاذب
على قناة أون تيفي برنامج مصر في أسبوع الأخوان المسلمين يعترفون أن صفحة خالد سعيد التي كان فيها إثنين إداريين وائل غنيم
والثاني إخوانجي إسمه عبد الرحمن وأن وائل غنيم كان إخوانجي ومنضم للأخوان ومحب للأخوان وبعدبن أخد إتجاه أخر ويقول كذلك نحن الأخوان المسلمين ننكر ذاتنا في قيام هذه الثورة ثورة 25 يناير 2011
ونقلا عن شبكة إبن النيل الإلكترونية وقراءة الأحداث ذكرت أن الإخوان المسلمون قاموا بتجميع الشباب و حشدهم و الشد من أزرهم زوراً وبهتاناً بالوقوف فى ميدان التحرير و مواصلة الصمود و الإلتحام بعدوانية مع رجال الأمن المصرى من عناصر الداخلية , ومارسوا سبل غير شرعية فى فرض سيادة بمنطقة ميدان التحرير و إشعال النيران داخل النفوس وخارجها بالشوارع , فكانت القلوب تدمى إحتراقاً على الوطن و كانت أيدى الإخوان تدمى من آثار النيران التى يشعلوها بالبلاد .. ونجد تقارير إخبارية أمريكية تؤكد أن أحد الدبلوماسيين فى السفارة الأمريكية بالقاهرة قد عقد لقاءً سرياً مع أحد قادة حركة الإخوان المسلمين، حسبما ذكر شبكة فوكس نيوز الإخبارية. وأضافت الشبكة أن محور اللقاء كان حول مستقبل مصر بعد إعلان الرئيس حسنى مبارك عدم ترشحه للرئاسة .. وأشارت الشبكة إلى أن هذه الدعوة جاءت وسط التهم الموجه إلى إدارة أوباما من القاهرة بأنه يحرض المتظاهرين لتحطيم الوطن واستهداف نظام الرئيس مبارك أكبر حليف فى الشرق الأوسط معها .. ثم نجد أصابع الإتهام توجه للإخوان من جديد بعد مظاهرة التأييد للرئيس مبارك التى شهدتها محافظة كفر الشيخ حيث انطلقت من مسجد سيدى طلحة مظاهرة كبيرة صلبها إخوانياً مضادة قوامها حوالى 5 آلاف من الإخوان المسلمين تدعو للتغيير ورحيل الرئيس مبارك ، وزع فيها الإخوان المسلمون منشورا بعنوان “بيان للناس” وجهو الإخوان فى بيانهم نداءً للشباب المتواجد بالتحرير الذين أشعلوا الثورة المباركة – على حسب إدعائهم – الاستمرار والصمود حتى تحقق الثورة أهدافها وغايتها المزعومة هذا على رغم القتال و الضرب الذى يشهده ميدان التحرير .. وهذا أيضاً بجانب أن تلك الجمعة المسماه بجمعة الرحيل ستكون موافقة لـ غرة ربيع أول .. وهو شهر من الأشهر الحرم الذى يحرم فيه القتال .. و يدعو أصحاب العمم الدينية الملوثة بألوان غربية  “الإخوان المسلمين”  الشباب للخروج و الصمود بمعنى آخر ( الخروج و القتال ) .. هذا وقد أكملت مظاهرات الإخوان كافة أرجاء البلاد وطافت المظاهرات الإخوانية معظم شوارع البلاد وأحاطهم بعض من يحملون العصى من الإخوان إرهاباً لمضاديهم فى الفكر من أنصار مبارك
نقلا عن شبكة إبن النيل الإلكترونية وقراءة  الأحداث
وعن كتاب صدر في عام 2007 حول ملفات الاخوان المسلمين السرية يكشف اسرار الاغتيالات التي نفذها جهاز الأخوان المسلمين وقد أصدر مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحافية والمعلومات الجزء السابع من موسوعة الحركات الاسلامية الصادر تحت عنوان الاخوان المسلمون من حسن البنا الي مهدي عاكف للباحث في شؤون الجماعات الاسلامية للكاتب عبد الرحيم علي
صدر المؤلف كتابه بمقدمة بدأها من السجال السياسي متصاعد الوتيرة بين السلطة وجماعة الاخوان المسلمين طارحا الأسئلة الشائكة التي ينتظر المجتمع الاجابة عنها من حركة الاخوان في اطار مراجعة يراها عبدالرحيم علي ضرورية مثل موقف الامام المؤسس من قضايا الحزبية والتعددية السياسية، والديمقراطية الداخلية وصلاحيات المرشد العام وقضية السمع والطاعة ، والموقف من أفكار امام المتشددين في القرن العشرين سيد قطب، والتي ما زال الاخوان يتخذونها مرجعا أساسيا لحركتهم، وكذلك الموقف من العمليات الارهابية التي نفذها الجهاز السري الخاص بالجماعة، والموقف من فكرة الجهاز السري ذاتها، وصولا للموقف من قضايا الارهاب وحملة الأفكار المبررة له، كذلك الموقف من الدولة المدنية والدستور المدني ومفاهيم المواطنة وتقديم الاخوان برنامجا سياسيا اجتماعيا واضحا ومعبرا عن انحيازات ومواقف واضحة ومحددة
يقول عبدالرحيم لا يخلو تاريخ الجماعة من بعض الاشتباك التبريري لموقف ما أو مسلك بعينه، وهناك بعض الاجابات المراوغة أو المبهمة أو الفضفاضة ـ وهناك افتعال أعذار ـ أو حتي خلق أعذار وهمية ـ ولكن تبقي الضبابية والخطاب متعدد الأوجه هما السياق العام الذي تدور في فلكه تلك المراوغات
النشأة والتأسيس
خصص الباحث الفصل الأول من كتابه لنشأة وتطور حركة الاخوان المسلمين، بادئا من رصد للحالة المصرية في الربع الأول من القرن العشرين وبالتحديد منذ عام 1907 عندما ظهرت مجموعة من الأحزاب التي تعبر عن توجهات وآراء مختلفة، ثم انهيار الدولة العثمانية رسميا وقيام الحرب العالمية الأولي، وهي من الأسباب التي يرصدها مرجعاً لنشأة الحركة، ثم يستعرض ثورة 1919 والتوجه الوطني. ويري أن الحركة نشأت نتيجة للسجال الذي دار بين التيارين التحديثي والمحافظ، وعلي أثره نشأت جماعة الشبان المسلمين عام 1927، ثم الاخوان المسلمون عام 1928
ثم يستعرض المؤلف كيف بدأ الشيخ المؤسس حسن البنا دعوته من الاسماعيلية عندما عمل مدرسا بها والتف حوله ستة من المؤسسين الأوائل من الفقراء ذوي المهن البسيطة، وفي عام 1931 بعد اشهار الجماعة برز نشاطها في القاهرة حيث أسس البنا عددا من الشعب في أكثر من محافظة
وفي الفصل الثاني يناقش المؤلف رحلة التأسيس من عام 1928 حتي عام 1945 ويطرح سؤالا بدئيا هوهل الجماعة دينية أم سياسية؟ ويجيب بأن المؤسس كان في الفترة الأولي حريصا علي تقديم الجماعة كجماعة دعوية تعمل بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، الا أن المؤلف يذكر أنه في عام 1938 قام حسن البنا بطرح التحول من الدعوة الي النضال بالأعمال حيث شدد علي أن الجماعة ستخاصم جميع الزعماء والأحزاب، سواء كانوا في الحكم أو خارجه، خصومة وصفها بأنها لا سلم فيها ولا هوادة معها ان لم يعملوا علي نصرة الاسلام واستعادة حكمه ومجده وأعلن شعاره الذي بات شعارا للاخوان حتي هذه اللحظة وهو الاسلام دين ودولة، ومصحف وسيف، لا ينفك واحد من هذين عن الآخر تبع ذلك اعلان الجماعة كهيئة سياسية في المؤتمر الخامس عام 1939
واعتبر البنا أن الحياة الحزبية باطلة وأن الجماعة فوق جميع الأحزاب وينقل المؤلف رأي المفكر الاسلامي عبدالله النفيسي الذي اعتبر هذا الموقف يعكس غيابا للنظرة المتكاملة نظرا لأن الموقف ينفي الأدوار المؤثرة للأحزاب السياسية في وقتها
بعد ذلك يتناول عبدالرحيم الاطار التنظيمي والحركي الذي تبلور في عام 1935 حيث تتشكل الجماعة من المرشد، مكتب الارشاد، مجلس الشوري، نواب المناطق، نواب الفروع، مجالس الشوري المركزية، مؤتمرات المناطق، مندوبي المكتب، فرق الرحلات، فرق الاخوان، ثم صدر قانون للجماعة وتم اعداد نظام اداري، ومالية
الا أن المؤلف يري أن الاطار الأساسي لم يكتمل سوي مع المؤتمر الخامس عام 1939 حسبما ينقل عن ريتشارد ميتشل، حيث انتشرت الدعوة وأصبحت في أوجها وصدرت القوانين الأساسية للجماعة ومجلتها الأسبوعية، واصدار مجلة النذير ، وانشاء الشعب، وتكوين التشكيلات الكشـــفية والرياضية، وتوضيح موقف الجماعة من الاصلاح الاجتماعي والسياسي وتشــــــجيع التعليم الديني ومقاومته التبشير، والدعوة الي المنهاج الاسلامي ومهاجمة الحكومات المقصرة اسلاميا مع مهاجمة الحزبية، وأخيرا مناصرة القضايا الاسلامية الوطنية، ولم يأت عام 1944 الا وكان كل مكان في مصر به شعبة من شعب الاخوان، حسبما ينقل المؤلف عن القيادي الاخواني محمود عبدالحليم
التحول الي حزب
في الفصل الثالث يعرض المؤلف للتحول منذ مؤتمر عام 1945 وذلك في ضوء مؤثرات ما بعد الحرب الثانية، حيث تحولت الحركة من جماعة الي هيئة الاخوان المسلمين العامة . وأعلن البنا أن الحركة أصبحت حزبا سياسيا وهو اشهار كان يتم لأول مرة، بعد ذلك يستعرض المؤلف استكمال الصياغة التنظيمية للاخوان، ثم بروز الوجه السياسي للحركة، حيث طرح البنا الرؤية السياسية للحركة التي تلخصت في اقامة الحكومة الاسلامية في كل قطر اسلامي، واحترام فرائض الاسلام وتحريم كل الموبقات كالخمر والزنا والقمار والكسب الحرام، وأن يتأسس تعليم اسلامي وأن تعد الشريعة الاسلامية هي المصدر الأول للقانون
ثم يرصد المؤلف ما يسميه المحنة الأولي وحل الجماعة واغتيال حسن البنا وذلك بعد التنامي الملحوظ للجماعة منذ عام 1945 وتشكيل الجناح العسكري للاخوان واغتيال الخازندار والنقراشي الذي أصدر قرار حل الجماعة بعد تصاعد العمليات شبه اليومية للجهاز السري للاخوان، وقد رفض قاتل النقراشي في البداية الاعتراف بانتــــــمائه للجماعة لكن بعد أن أصدر البنا بيانـــــا قال فيه ان النقــــراشي مثال للنزاهة والعفة والوطنية جعل الشاب يعترف بجريمته، ثم اغتيال حسن البنا مساء السبت 12 شباط فبراير عام 1949 بعد أن حاول الجهاز السري تفجير محكمة الاستئناف للتخلص من الوثائق والمستندات التي تدين الجماعة
في الفصل الرابع يتناول عبدالرحيم علي الاخوان والواقع السياسي المصري متناولا الاخوان والقصر ثم الاخوان و الوفد ، وكذلك مصر الفتاة والشيوعيين، ومما يذكره المؤلف في علاقة الاخوان بالشيوعيين هو طلب حسن البنا من السفارة الأمريكية تكوين مكتب مشترك بين الاخوان والأمريكان لمكافحة الشيوعية علي أن يكون أغلب أعضائه من الاخوان، وتتولي أمريكا ادارة المكتب ودفع مرتبات أعضاء الاخوان فيه
وفي الفصل الخامس يتناول المؤلف الاخوان وموقفهم من قضايا رئيسية أولها الموقف من الديمقراطية والحزبية ويقول ان رسائل حسن البنا لا تخلو من مفارقات وتناقضات، فلا هي جماعة دينية تعمل في السياسة ولا هي جماعة سياسية ترفع شعارات دينية، ويذكر أن ما قاله البنا في البداية كان أقرب الي التمايل الشكلي والتلاعب اللفظي، ويقول المؤلف ان الجماعة تعلن دائما عن معاداتها للديمقراطية والتعددية ونظام الحكم الدستوري الذي يخلو من المنافسة والتعددية بحيث يخلو النظام من الأحزاب، حيث يعتقد الاخوان ـ حسب المؤلف ـ أن هذه الحزبية أفسدت علي الناس كل مرافق حياتهم وعطلت مصالحهم، وأتلفت أخلاقهم، ومزقت روابطهم وكان لها في حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر
الموقف من العنف
ثم يستعرض عبدالرحيم موقف الاخوان من العنف والارهاب، ويستعيد بالطبع التاريخ الذي ارتبط بتشكيل جهاز العمليات الخاصة بالاخوان والترتيب التنظيمي له ويستعيد كذلك عددا من الاغتيالات التي قام بها الجهاز مما يشير الي موقف الجماعة من العنف، وان كان موقفها الراهن موصوفا بالضبابية وعدم الوضوح، ثم يتناول المؤلف مذكرة حل الجماعة وكشف المستور، وهو يسوق ذلك عبر اعترافات العديد من القيادات بالتشكيلات والعمليات الارهابية التي قامت بها الجماعة
ثم ينتقل المؤلف الي الموقف من المرأة وينقل عن الجماعة موقفها الداعي الي مقاومة التبرج والخلاعة وارشاد السيدات الي ما يجب أن يكون والتشديد في ذلك لا سيما علي المدرسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن في حكمهن، واعادة النظر في مناهج تعلم البنات ووجوب التفريق بينهما وبين الاختلاط، ثم يستعرض موقف الاخوان من تولي المرأة المناصب العليا، وكذلك موقف الاخوان من الزي والمظهر، ويلخصها المؤلف في ذلك الموقف الاخواني القائل: حركة تحرير المرأة يحمل لواءها عبيد الاستعمار في العالم الاسلامي، ومن العجب أن يقوم بالدعاية لتحطيم الأسرة من يحسبون علي الاسلام، لقد تدهورت الآداب العامة ودفعت المرأة ضريبة فادحة، لما دفعت اليه من تبرج وانحلال واختلاط
ثم ينتقل المؤلف الي موقف الاخوان من قضايا الوحدة الوطنية والموقف من الأقباط، ويعتبر أن هذه القضية من القضايا الدالة، سلبا وايجابا علي حالة مصر السياسية، وينقل عن رسالة للامام حسن البنا قوله: الاسلام يحمي الأقليات غير المسلمة ويصون حقوق الأجانب، غير أن الموقف كان متراوحا ووصل الي ذروته مع المرشد عمر التلمساني الذي شكك في ولاء غير المسلمين، ثم يستعرض المؤلف موقف الاسلام من بناء الكنائس عبر خطاب الاخوان المسلمين.
أما الباب الثاني الذي جاء تحت عنوان محطات في تاريخ الاخوان فقد ناقش الاخوان وثورة يوليو.. الوفاق والصدام، ثم الاخوان والسادات، والتنظيم الدولي للاخوان واقتصاديات الاخوان والأهداف الاستراتيجية بين الديني والسياسي، عبر مناقشة أفكار تيار الاخوان السبعيني، والمحافظين والمجددين ثم أسلحة المجتمع، ثم النقد الذاتي والموقف من السلطة، وعلاقة الاخوان بالولايات المتحدة، واستعراض انتخابات 2005 وآفاق المستقبل ثم تضمن الكتاب بعض الوثائق حول برامج الاخوان المسلمين
وأخيرا في هذا المقال والجزء الثالث والأخير وليس أخرا في الواقع اليومي الذي نتعامل فيه مع المجهول في ظل أجندات ظاهرة وخفية هل عرفت الإجابة على عنوان هذا المقال؟
أنا شخصيا لم أصل للإجابة على وجه اليقين لأنني في قرارة نفسي أرجو وأدعو أن تمر مصر من أزمتها في ظل عدم الإستقرار إلى مرحلة أخرى يتحقق فيها الإستقرار ولكن هذا لا ينفي أنني قلقة للغاية من المجهول وعلى الأخص هذه الجماعات الإسلامية وخصوصا بعد تصريحات محمد الظواهري بأنهم أعلنوا نبذهم للعنف ضد المجتمع والوطن فقط لأنهم تعرضوا إلى الضغط والتعذيب على حد قوله
أنا لا أصدق من يقول أن الجماعات الإسلامية والأخوان المسلمين هى فزاعة إستخدمها  أو يستخدمها الأنظمة العربية لتخويف الشعوب والعالم من الجماعات الإسلامية لأنك حينما تقرأ تاريخ هؤلاء الجماعات المتطرفة التي يقودها القتلة والمجرمين لا يمكن أن تنكرها أو تنساها أو تتناساها إنه تاريخ دموي بشع  الهدف منه ليس الدعوة للدين لأننا لم نكفر حتى يأتي هؤلاء لدعوتنا للدين وليس من حقهم أن يدعوا للدين بعد خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقول الله تعالى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن هم حتى يدعوا للدين هؤلاء القتلة المأجورين؟
وألم يثبت التاريخ أن هؤلاء الجماعات بإختلاف أسمائها هدفها واحد ومبادئها وأفكارها تم تأسيسها على أساس العنف وإباحة دم المسلمسن وغير المسلمين وولائهم للإمام وليس لله عز وجل
إن هدفهم هو الإستيلاء على الحكم بممارسة العنف والتصفية الجسدية والإغتيالات للأنظمة والأجهزة الأمنية وبعد ذلك يصبح أمر الشعوب سهل عن طريق الترهيب والقتل  إنهم يقتلون من يخالفهم في الرأى وليس من يعتدي عليهم؟ أى منطق ومنهج هذا؟
وكيف لا نقلق من وجودهم على أرض الوطن؟ نحن نتحدث عن مجرمين وقتلة بلا رحمة
وماهذا التناقض في سياسة الأخوان المسلمين الذين يساندون ويمجدون النظام الإيراني القمعي الذي يعدم من يتظاهر ويتطاول على الأنبياء بل ويدعوا لعبادة قاداته وكأنهم ألهة منزلين وفي نفس الوقت نجد الأخوان تؤيد الثورة ويدعون أنهم مسلمين معتدلين ونبذوا العنف؟
كيف نبذتم العنف وأنتم تؤيدون من هم حكمهم قائم على العنف والقتل والإرهاب تجاه شعوبهم؟
وهذه الصور أهديها للأخوان المسلمين الذين مجدوا النظام الإيراني القمعي وعلى رأسهم أية الله خميني الذي إدعى السيد الأخوانجي أنه رمز الأخلاق والمباديء والعدالة الإسلامية والحرية والديمقراطية
صور الإعدامات في إيران أيام أية الله خوميني علنيا والصور تتحدث عن نفسها ولا تعليق ياسيد ياأخوانجي
إضغط على الصورة للتكبير
طبقا لأية الله خوميني الفتيات العزارى الذين يتم إعدامهم لسبب أو لأخر يدخلون الجنة لأنهم عذارى ولهذا كانوا يغتصبوهم قبل إعدامهم حتى يمنعوهم من دخول الجنة
إضغط على الصورة للتكبير
إضغط على الصورة للتكبير

فيديو مقتل ندا الإيرانية على يد النظام الإيراني القمعي ياأخوانجي يامن بكيت وترحمت على شهداء الثورة المصرية وهاجمت النظام المصري والشرطة المصرية أثناء المظاهرات وإتهمتهم بقتل المتظاهرين شهداء الثورة وغازلت ومجدت النظام القمعي الإيراني
الذي يقتل ويعدم المتظاهرين في إيران
أيدت ومجدت النظام الإيراني الذي تطاول على الأنبياء وعلى سيدنا محمد  أيدت أية الله خوميني ومدحت أخلاقهم وقلت فيهم ماقلت عن أنهم مثال يحتذى به للحريات والديمقراطية والأخلاق والعدل ياأخوانجي
إن كل أرض وطأتها أقدام هذه الجماعات الإسلامية لم تسلم من الذبح والقتل والتصفية والتدمير والخراب
أنا أشعر بالقلق الشديد تجاه هذه الجماعات ولكنني مؤمنة بقدرة اللله كن فيكون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وختاما أود أن أختم بقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
من خرج من الطاعة وترك الجماعة فمات ميته جاهلية
ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتل قتلة جاهلية
ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد
فليس مني ولست منه صدقت يانبي الله رضى الله عنك وأرضاك ليس مني ولست منه ليس مني ولست منه

0 comments:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
ثورة اسقاط نظام أم اسقاط دولة؟؟ © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger