نرحب برئيس الوزراء المصري عصام شرف في الكويت, فشعبها لن ينسى ومعه, ايضا, شعوب دول “مجلس التعاون” مواقف مصر, وبخاصة موقف الرئيس حسني مبارك في العام 1990, حين ناصر الحق الكويتي أمام جبروت الاحتلال العراقي, وهذه المواقف التاريخية تجعلنا ننظر الى مصر بعين الاكبار والاجلال, لكن في الوقت نفسه, لا تمنعنا من مصارحة قادتها ومسؤوليها مصارحة الاخ لأخيه, حين تكون هناك ضرورة تحتم ذلك.
ما يجري في أرض الكنانة اليوم شأن داخلي خالص, غير أننا لا نستطيع اخفاء عواطفنا تجاه مصر التي نريدها دائما وأبدا هامة عربية مرفوعة, لا تحنيها الازمات, بل نريدها قادرة على تجاوز المحن بالقوة نفسها التي عهدناها بها, ولأننا نريد ذلك, فنحن نتعاطى معها عملا بشعار “صديقك من صدقك وليس من صدقك”.
نعم هناك فساد ضارب في مصر, وكان يمكن ان تكون أفضل مما كانت عليه, لكن بلوغ الافضل له طرقه وأساليبه واثمانه, فالمبالغات عن ذلك الفساد وحجمه, وما رافقها من ضخ اعلامي جعل مصر في صورة من يعيش حالة ثارات وانتقامات لا اصلاح او معالجة لمكامن الخلل, لأننا اذا قارنا حجم هذا الفساد بارقام اصلاحه سنجد ان أسلوب الاصلاح الثوري الذي قلب عالي مصر سافلها, وحرب التشفي والانتقام مكلفة أكثر بكثير من الفساد الذي يتحدثون عنه, وربما الاصلاح بطريقة أخرى أفضل وأقل كلفة, ويحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها.
ليست المناسبة الان الدخول في جدل بيزنطي عمن هو الافضل ومن هو الادنى, لأن مصر في نظرنا, في نهاية المطاف, فوق مصالح الجميع, لكن دعنا يا سعادة رئيس وزراء مصر, وأنت تتحدث عن الجانب الاستثماري, نسأل: هل سيكون مقنعا لدول”مجلس التعاون” ورجال أعمالها وقادة الفكر الاقتصادي فيها, بل للعالم أجمع ان تثق بالاستثمار في بلادكم وهم يرون نحو 300 رجل أعمال يحاكمون ويزج بهم في السجون, وتصادر الممتلكات, وتلغى الاتفاقات المعقودة مع مؤسسات مالية واستثمارية, سواء كانت خليجية او أجنبية?
ان سعر الأمس في هذه الاتفاقات ليس مثل قيمته اليوم, في المصانع والاستثمارات والمنتجعات والمشاريع الزراعية, فهي لم تكن لها القيمة ذاتها حين عقدت الاتفاقات بشأنها, بل قيمة المصنع بمعداته وقيمة الاستثمارات بذهنية ادارتها وكوادرها وقيمة الأرض بما اقيم عليها من مبانٍ ولذلك اذا كان هناك خلل قانوني في هذه الاتفاقات يستوجب الاصلاح فان ذلك لا يكون بهدم المعبد على رؤوس الجميع مثلما فعل شمشون المتسرع في خطواته.
اذا كان استقاء الامثلة من التاريخ آية الحكماء, فمن الحصافة ان ننظر في تجربة الثورة الفرنسية التي لا تزال أمثولة للجميع, فحين ترك فيها الأمر للشارع دمرها وأرهق اقتصادها, وبقيت عشر سنوات غارقة في الفوضى والاغتيالات والانقلابات, وانتهت بثورة مضادة كادت تطيح بكل مكتسبات شعبها, ومرت في كثير من النكبات والازمات. كذلك الحال مع الثورة الايطالية بعد الاطاحة بموسوليني, اذ هي لم تركن الى حكومة قادرة على ادارة شؤون البلاد الا في السنوات الاخيرة, وشهدت الكثير من الحكومات وحل البرلمانات, والفوضى السياسية التي ضربت اقتصادها في مقتل, ناهيك عن الثورة البلشفية في روسيا, والثورة في العراق التي قتل فيها الملك وسحل الأمير عبدالاله ورموز الحكم في الشارع, وحسبنا ان مصر لا قبل لها بدخول هذا النفق أبدا, لأن لا اقتصادها و لا وضعها الاجتماعي يحتملان هذا النوع من التقهقر والانهيار.
ان ما يشغلنا حقيقة هو هذه الفوضى وثقافة الانتقام التي تعتمل في النفوس, ولغة التشفي المستخدمة, فكل هذا يوحي للجميع ان مصر ليست في خير, ونحن نتمنى لها ان تهدأ وتعيش حالة من الاصلاح بعقلانية وحكمة, لا ان تغرق في الثارات ويطغى ذلك على السعي الى الاصلاح. نريد ان نرى مصر تحترم اتفاقاتها مع الجميع, وان تكون تلك الدولة التي يعيش شعبها بتحاب, وان تكرس وقتها للاصلاح لا للمشاحنات والفوضى والانتقام. فالنفخ بمن كانوا وراء ما حدث وجعلهم بصورة فاتحي بوابة جنة عدن هو حرث للبحر وحصاد للعاصفة لانه لن ينفع من نُفخوا ولا من نفخهم, ولن يطعم من صفق لهم خبزا, فالامور لا تدار على هذا النحو ولا هكذا تورد الابل كما قالت العرب.
باختصار نريد ان ندخل مصر آمنين كما عرفناها دائما, لا أن ندخل سجن طره.
ما يجري في أرض الكنانة اليوم شأن داخلي خالص, غير أننا لا نستطيع اخفاء عواطفنا تجاه مصر التي نريدها دائما وأبدا هامة عربية مرفوعة, لا تحنيها الازمات, بل نريدها قادرة على تجاوز المحن بالقوة نفسها التي عهدناها بها, ولأننا نريد ذلك, فنحن نتعاطى معها عملا بشعار “صديقك من صدقك وليس من صدقك”.
نعم هناك فساد ضارب في مصر, وكان يمكن ان تكون أفضل مما كانت عليه, لكن بلوغ الافضل له طرقه وأساليبه واثمانه, فالمبالغات عن ذلك الفساد وحجمه, وما رافقها من ضخ اعلامي جعل مصر في صورة من يعيش حالة ثارات وانتقامات لا اصلاح او معالجة لمكامن الخلل, لأننا اذا قارنا حجم هذا الفساد بارقام اصلاحه سنجد ان أسلوب الاصلاح الثوري الذي قلب عالي مصر سافلها, وحرب التشفي والانتقام مكلفة أكثر بكثير من الفساد الذي يتحدثون عنه, وربما الاصلاح بطريقة أخرى أفضل وأقل كلفة, ويحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها.
ليست المناسبة الان الدخول في جدل بيزنطي عمن هو الافضل ومن هو الادنى, لأن مصر في نظرنا, في نهاية المطاف, فوق مصالح الجميع, لكن دعنا يا سعادة رئيس وزراء مصر, وأنت تتحدث عن الجانب الاستثماري, نسأل: هل سيكون مقنعا لدول”مجلس التعاون” ورجال أعمالها وقادة الفكر الاقتصادي فيها, بل للعالم أجمع ان تثق بالاستثمار في بلادكم وهم يرون نحو 300 رجل أعمال يحاكمون ويزج بهم في السجون, وتصادر الممتلكات, وتلغى الاتفاقات المعقودة مع مؤسسات مالية واستثمارية, سواء كانت خليجية او أجنبية?
ان سعر الأمس في هذه الاتفاقات ليس مثل قيمته اليوم, في المصانع والاستثمارات والمنتجعات والمشاريع الزراعية, فهي لم تكن لها القيمة ذاتها حين عقدت الاتفاقات بشأنها, بل قيمة المصنع بمعداته وقيمة الاستثمارات بذهنية ادارتها وكوادرها وقيمة الأرض بما اقيم عليها من مبانٍ ولذلك اذا كان هناك خلل قانوني في هذه الاتفاقات يستوجب الاصلاح فان ذلك لا يكون بهدم المعبد على رؤوس الجميع مثلما فعل شمشون المتسرع في خطواته.
اذا كان استقاء الامثلة من التاريخ آية الحكماء, فمن الحصافة ان ننظر في تجربة الثورة الفرنسية التي لا تزال أمثولة للجميع, فحين ترك فيها الأمر للشارع دمرها وأرهق اقتصادها, وبقيت عشر سنوات غارقة في الفوضى والاغتيالات والانقلابات, وانتهت بثورة مضادة كادت تطيح بكل مكتسبات شعبها, ومرت في كثير من النكبات والازمات. كذلك الحال مع الثورة الايطالية بعد الاطاحة بموسوليني, اذ هي لم تركن الى حكومة قادرة على ادارة شؤون البلاد الا في السنوات الاخيرة, وشهدت الكثير من الحكومات وحل البرلمانات, والفوضى السياسية التي ضربت اقتصادها في مقتل, ناهيك عن الثورة البلشفية في روسيا, والثورة في العراق التي قتل فيها الملك وسحل الأمير عبدالاله ورموز الحكم في الشارع, وحسبنا ان مصر لا قبل لها بدخول هذا النفق أبدا, لأن لا اقتصادها و لا وضعها الاجتماعي يحتملان هذا النوع من التقهقر والانهيار.
ان ما يشغلنا حقيقة هو هذه الفوضى وثقافة الانتقام التي تعتمل في النفوس, ولغة التشفي المستخدمة, فكل هذا يوحي للجميع ان مصر ليست في خير, ونحن نتمنى لها ان تهدأ وتعيش حالة من الاصلاح بعقلانية وحكمة, لا ان تغرق في الثارات ويطغى ذلك على السعي الى الاصلاح. نريد ان نرى مصر تحترم اتفاقاتها مع الجميع, وان تكون تلك الدولة التي يعيش شعبها بتحاب, وان تكرس وقتها للاصلاح لا للمشاحنات والفوضى والانتقام. فالنفخ بمن كانوا وراء ما حدث وجعلهم بصورة فاتحي بوابة جنة عدن هو حرث للبحر وحصاد للعاصفة لانه لن ينفع من نُفخوا ولا من نفخهم, ولن يطعم من صفق لهم خبزا, فالامور لا تدار على هذا النحو ولا هكذا تورد الابل كما قالت العرب.
باختصار نريد ان ندخل مصر آمنين كما عرفناها دائما, لا أن ندخل سجن طره.
0 comments:
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).